مشروعية السلطة السياسية من خلال دراسة وتحليل المفهوم في المجتمعات القديمة والمعاصرة

الملخص

تهدف الورقة إلى مجموعة من الأهداف من أهمها التعريف بالسلطة السياسية وعلاقتها بالدولة وكيفية نشأتها وتركيباتها، وتشابكها وتداخلها مع مفاهيم مشابهة كالنظام السياسي والسيادة، وهي نقطة البداية التي انطلق منها الباحث في هذه الدراسة لتوضيح بعض المفاهيم، قبل الاجابة على السؤال الرئيس وهو (هل نحن في حاجة إلى سلطة سياسية؟ أم أن السلطة السياسية ظاهرة طفيلية وغير ضرورية؟) والذي أنبثق عنه عدة أسئلة فرعية سيجيب عليها الباحث في سياق هذه الدراسة.

عليه انطلق متن هذه الدراسة من فرضية رئيسة وهي أن الانسان بطبعه أناني وأن السلطة السياسية ضرورية لأي مجتمع إنساني، فاذا غابت السلطة عن أي مجتمع انساني فستعم هذا المجتمع الفوضى. لكن دون أغفال الايديولوجيات والتوجهات والمدارس الفكرية المطالبة بإلغاء الدولة من خلال طرح الباحث لسؤاله: (هل فكرة اللادولة تعني بدون سلطة؟ وما هو الخطأ في وجود سلطة سياسية؟)

      استخدمنا المنهج التاريخي لدراسة الخلفية التاريخية ولمساعدة الباحث في بيان ورصد الظاهرة، إلا أنه اتضح للباحث أن استخدام منهج علمي واحد لا يكفي لتحقيق اهداف البحث والدراسة، ولتحقيق التكامل والموضوعية، استخدام الباحث المنهج التاريخي، واستعان بعدد من النظريات والمناهج الاخرى، من مبدأ تعدد المناهج يؤدي إلى تحليل أكثر عمقاً ودقة، استخدمنا المنهج الوصفي التحليلي من أجل ملاحقة المتغيرات المتلاحقة الناتجة عن الظاهرة كنتيجة طبيعة لتطور المجتمعات والجماعات البشرية، بالإضافة للمنهجين الاستقرائي والاستنباطي.

     تطرقت الدارسة كذلك إلى) نظرية النخبة السياسية) وهي من نظريات المستخدمة في تحليل عمل الأنظمة السياسية.

     في جزئية الدراسة التي تتحدث عن مفهوم السلطة في الفكر السياسي الاسلامي أضطر الباحث الاستعانة بمنهج تحليل النص القرآني.

تم تقسيم الدراسة بشكل أساسي على (5) مباحث لتغطية جوانب الموضوع:

• المبحث الأول: ماهية السلطة السياسية والدولة وتوضيح بعض المفاهيم المشابهة

• المبحث الثاني: نشأت الدولة ومراحل تطور السلطة السياسية
• المبحث الثالث: مفهوم السلطة السياسية في الفكر المسيحي والفكر الغربي
• المبحث الرابع: مفهوم السلطة السياسية في الفكر الاسلامي ومصادره الاصلية (القرآن والسنة)
• المبحث الخامس: الاتجاهات المعادية للدولة (اللاسلطوية)، الفوضوية إنموذجًا.
• الخاتمة

وقد خلص الباحث إلى نتيجة مفادها:

بضرورة وجود السلطة السياسية في المجتمعات، وأنه لا يمكن تصوّر مجتمع دون سلطة سياسية تحكمه وتنظمه، وتصدر القواعد والقوانين التي تسري عليه، وأنه في غياب السلطة تسود المجتمع الفوضى.