تحليل ظاهرة العنف السياسي من المنظور السوسيولوجي

الملخص

تناول هذا البحث اشكالية تحليل ظاهرة العنف السياسي من المنظور السوسيولوجي حيث ركز على الربط بين جميع مقومات الظاهرة، ومحاولة الإحاطة بجوانبها من خلال تعريفها والأشكال التي تأخذها، والدوافع والعوامل الأساسية التي أدت إلى انتشارها، والتي تتداخل فيها مجموعة من العوامل الاجتماعية والسياسية والثقافية و والاقتصادية والتي تتخللها بعض الاسباب الفرعية التي تأخذ مقومات الوجود الاجتماعي فيها، كما تطرق البحث الى مقاربة مفاهيمية لبعض النظريات المفسرة لظاهرة العنف السياسي والتي انطلقت من التفسير الاجتماعي تمثلت في النظرية الوظيفية والنظرية الماركسية ،ونظرية الضبط الاجتماعي ،والتفاعلية الرمزية، حيث تباينت التوجهات النظرية في تفسيرها لتك الظاهر، فمنها من أرجع العنف السياسي الى الخلل الوظيفي للنظام السياسي في الدولة، ومنها ما اسنده الى حالة الص ارع بين الطبقات، و اً ترى ان العنف السياسي امر مشروعاً في كثير من احيانه، وناتج عن اعمال الظلم والقهر التي تقوم بها الحكومات، و في توجها اخر اشار الى ان سلوك العنف والعدوان يرجع إلى وجود إخفاقات المجتمع ومؤسساته في التحكم في الأف ارد، في حين ترى التفاعلية الرمزية أن سلوك العنف ما هو إلا انعكاس للرموز التي يشاهدها الفرد ويتأثر بها سلبا ٕوايجابا، وخلص البحث الى ان العنف السياسي يؤدي الى تكريس حالة من عدم الاستق ارر السياسي والاجتماعي وتهديد السلم الاهلي، وبساهم في استن ازف الموارد وتعطيل عملية التنمية وتفاقم حدة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، وفتح المجال امام التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية