أثر مصادر التمويل على ربحية المصارف ودور المخاطرة كوسيط في العلاقة: دراسة نقدية على المصارف التجارية

الملخص

تهدف الورقة البحثية إلى التقييم النظري لمصادر التمويل المصرفي وأثره على ربحيتها ودور المخاطرة كعامل أساسي في تلك العلاقة، وبالتالي تسليط الضوء على التفاعل المعقد بين التمويل والمخاطر والربحية المصرفية ضمن السياق الاقتصادي الفريد لليبيا. ولتحقيق الهدف استخدمت منهجية التقييم النظري بالاعتماد على الدراسات التي نمذجت العلاقات بين مصادر التمويل والمخاطر والربحية. ويستعرض نتائج الأبحاث السابقة حول هذه الموضوعات، لا سيما في سياق المصارف التجارية الليبية والمماثلة لها في دول أخرى. وتم الاستشهاد بالعديد من الدراسات التي استخدمت منهجيات مثل انحدار المربعات الصغرى العادية (OLS) وتحليل المسار ونماذج بيانات اللوحة الديناميكية لتحليل إدارة مخاطر الائتمان والربحية. لخصت الورقة البحثية عدد من النتائج الهامة، حيث أشارت إلى أن المصارف التجارية في ليبيا تعتمد على ودائع العملاء كمصدر تمويل مستقر وفعال من حيث التكلفة. تسمح هذه الودائع للمصارف بتقديم أسعار قروض تنافسية والاستثمار في الأصول ذات العائد المرتفع، وبالتالي زيادة صافي دخل الفائدة. تعد الإدارة الفعالة للأصول والخصوم أمرًا بالغ الأهمية للربحية عند الاعتماد على الودائع. نتائج الدراسات السابقة أشارت إلى أن المصارف التي تعتمد بشكل كبير على ودائع العملاء تميل إلى الحصول على سيولة قوية واستقرار مالي، مما يعزز الربحية بشكل غير مباشر.

تشير الدراسات المطبقة على المصارف الليبية إلى أن المصارف التي تعتمد بشكل كبير على ودائع العملاء تميل إلى الحصول على سيولة قوية واستقرار مالي، مما يعزز الربحية بشكل غير مباشر. قي ذات السياق أشارت نتائج الورقة البحثية إلى أن الاقتراض بين المصارف التجارية أكثر المرونة من ودائع العملاء في الحصول على مبالغ كبيرة، لكنه أكثر تكلفة وتقلبا. كما لوحظ ان رأس مال الأسهم يعزز قدرة المصرف على الإقراض، ويغطي الخسائر، وهو ضروري للاستقرار المالي والربحية. من جانب آخر تلعب المخاطر دورا وسيطا مهما بين مصادر التمويل والربحية. تدير البنوك العديد من المخاطر، بما في ذلك الائتمان والسيولة والمخاطر التشغيلية والتنظيمية. كذلك كشف تحليل الدراسات أنه يمكن للتمويل منخفض التكلفة أن يحفز المصارف على تخفيف معايير الإقراض، وزيادة حجم القروض ولكن من المحتمل أن يؤدي إلى المزيد من القروض المتعثرة (NPLs)، والتي تقلل الربحية بشكل مباشر من خلال مخصصات خسائر القروض، وأن زيادة التعرض لمخاطر الائتمان يؤدي إلى انخفاض الأرباح والاستقرار المالي. وأن المخاطر تتوسط العلاقة بين مصادر التمويل يتوسط العلاقة السببية بين مصادر التمويل وربحية المصارف. كما كشف التحليل على بعض الاختلافات في اتجاه العلاقة المباشرة بين مصادر التمويل والربحية بسبب اختلاق المنهجية والظروف السياقية الخاصة بكل مصرف.